لم يكن توماس يدرك من قبل أن الاستعارات شيء خطير. لا يمكننا أن نمزح مع الاستعارات. فالحب قد يولد من استعارة واحدة
-
وحدها الصدفة يمكن أن تكون ذات مغزى. فما يحدث بالضرورة، ما هو متوقع ومكرر يومياً يبقى شيئاً أبكم. وحدها الصدفة ناطقة. نسعى لأن نقرأ فيها كما يقرأ الغجريون في الرسوم التي يخطها ثفل القهوة في مقر الفنجان
إن حياتنا اليومية مفخخة بالصدف وتحديداً باللقاءات العرضية بين الناس والأحداث، أي ما نسميه المصادفات
فالإنسان، بدافع من إحساسه بالجمال، يحوّل الحدث العرضي (موسيقى بيتهوفن أو الموت في محطة) إلى لازمة تسجل في الحال في مقطوعة حياته. وهو يرجع إليها ويكررها ويغير فيها ويطورها كما يفعل أي موسيقي بالفكرة الرئيسية لسوناتته. كان بإمكان آنّا أن تنهي حياتها بطريقة أخرى مختلفة تماماً. ولكن حافز المحطة والموت ، هذا الحافز الذي لا ينسى لاقترانه ببداية الحب، كان يجذبها في لحظات اليأس بجماله القاتم. فالإنسان ينسج حياته على غير علم منه وفقاً لقوانين الجمال حتى في لحظات اليأس الأكثر قتامة
لا يمكن إذاً أن يأخذ أحد على رواية افتتانها بالاتفاق الغامض للصدف. لكن يمكن أن يؤخذ بحق على الإنسان حين يعمي عينيه عن هذه الصدف فيحرم بالتالي حياته من بُعد الجمال
-
من يبغي "الارتقاء" باستمرار ، عليه أن يستعد يوماً للإصابة بالدوار. لكن ما هو الدوار؟ أهو الخوف من السقوط؟ ولكن لماذا نصاب بالدوار على شرفة السطح حتى ولو كانت مزودة بدرابزين متين؟ ذلك أن الدوار شيء مختلف عن الخوف من السقوط. إنه صوت الفراغ ينادينا من الأسفل فيجذبنا ويفتننا. إنه الرغبة في السقوط التي نقاومها فيما بعد وقد أصابنا الذعر
-
طالما أن الناس لا يزالون في سن الشباب، وطالما أن مقطوعة حياتهم الموسيقية لا تزال في أنغامها الأولى، فإن بإمكانهم والحالة هذه تأليفها سويّة وتبادل بعض اللوازم فيما بينهم. ولكن حين يلتقون ببعضهم في سن ناضج، فإن مقطوعاتهم الموسيقية تكون قد قاربت النهاية، وكل كلمة وكل شيء في كل واحدة منها تعني شيئاً مختلفاً في المقطوعة الأخرى
-
كان يجد نفسه غير جدير بحب كبير كهذا فاعتبر أن من واجبه أن ينحني أمامه بانخفاض كبير
-
لكن إذا كنا نخون "ب" الذي خنّا من أجله "أ" فهذا لا يعني أننا سنتصالح مع "أ". إن الخيانة الأولى لا يمكن إصلاحها وهي تثير عن طريق النتائج المتوالدة خيانات أخرى حيث تبعدنا كل واحدة منها أكثر فأكثر عن نقطة الخيانة الأولى
-
الأسئلة التي تبقى دون جواب هي التي تشير إلى حدود الإمكانات الإنسانية ، وهي التي ترسم حدود وجودنا
-
لكي نتحاشى العذاب نلجأ في أكثر الأحيان إلى المستقبل. فنتصور أن ثمة فاصلاً ما على حلبة الزمن يتوقف بعد العذاب الحالي عن أن يكون موجوداً
-
ميلان كونديرا
No comments:
Post a Comment