إن تفرّد الأنا يكمن بالذات في هذا الجزء من "المتعذّر تصوّره" الذي يملكه كل إنسان. ليس في الإمكان تخيل إلا ما هو مشترك بين الكائنات. أما "الأنا" الفردية التي تتميز عن ما هو عام، فهي تلك التي لا تدعنا نتكهن بها أو نحدسها. وهي أول ما يجب نزع الحجاب عنه لاكتشافه وامتلاكه لدى الآخر
-
كان يغمره شعور مشرق، شعور بأنه تمكن مرة أخرى من الاستحواذ على جزء من عالم ، بأنه اقتطع بمبضعه الوهمي قطعة رقيقة من نسيج القماشة اللامتناهية للكون
-
يبدو أن في الدماغ منطقة خاصة تماماً ويمكن تسميتها بـ "الذاكرة الشعرية" وهي التي تسجل كل الأشياء التي سحرتنا أو جعلتنا ننفعل أمامها وكل ما يعطي لحياتنا جمالها
الحب يبدأ في اللحظة التي تسجّل فيها امرأة دخولها في ذاكرتنا الشعرية من خلال عبارة
-
فالرواية ليست اعترافاً ذاتياً للكاتب ، وإنما تنقيب عمّا تصيره الحياة الإنسانية في الفخ الذي يسمى العالم
-
مرة واحدة ليست في الحسبان ، مرة هي أبداً.
فالتاريخ خفيف بقدر ما هي الحياة الإنسانية خفيفة، خفيفة بشكل لا يطاق، خفيفة مثل الوبر ، مثل غبار متطاير، مثل شيء سيختفي غداً
-
هذه الأغنية تهز كيانها، ولكنها لا تأخذ انفعالها على محمل الجد. تعرف جيداً أن هذه الأغنية هي مجرد كذبة جميلة . وفي اللحظة التي يُعرّف فيها "الكيتش" عن نفسه بصفته كذبة، يصير موقعه إذا في جانب "اللاكيتش". وإذا يفقد مقدرته السلطوية يصبح مؤثراً ككل ضعف بشري. ذلك أن لا أحد منا إنسان متفوق ولا أحد منا يستطيع أن يفلت من قبضة "الكيتش". أياً يكن الاحتقار الذي يولّده فينا "الكيتش" فهو مع ذلك يؤلف جزءاً من الوضع البشري
-
قبل أن نُنسى نتحول إلى "كيتش". "الكيتش" هو محطة اتصال بين الكائن والنسيان
-
الوقت الإنساني لا يسير في شكل دائري بل يتقدم في خط مستقيم. من هنا، لا يمكن للإنسان أن يكون سعيداً لأن السعادة رغبة في التكرار
-
الحنين إلى الجنة إذاً هو رغبة الإنسان في أن لا يكون إنساناً
-
الهلع صدمة، لحظة عمى كلي. الهلع مجرد من أي مسحة جمال. لا نرى من خلاله إلا النور المبهر للحدث المجهول الذي ننتظره. وخلافاً لذلك الحزن يفترض مسبقاً أننا نعرفه
-
بدأ الظلام يشتد في الحديقة. كان الوقت لا نهاراً ولا ليلاً، وظهر قمر شاحب في السماء مثل لمبة قد نُسيت مضاءة في غرفة الموتى
Milan Kundera
No comments:
Post a Comment