-
أرفض زمن القتل. أرفض زمن الخيبة. أرفض اليأس. وها أنا أخيراً أرفض الأمل. تمنيت لو أستعلي على البشر، على همومهم، حقارتهم، قساوتهم، ولكنني أخفقت. شيء ما يستطرد بي إلى ما أعجز عن إدراك كنهه. شيء شارد ، تحس به الحواس كلها، ولكنه يراوغها جميعاً. كالزمن. تشعر به ولكنك لا تستطيع الإمساك به أو حفظه. وهو مع ذلك يلتف حولك ، ويلازمك، ويداعبك، ويقهرك، إلى أن تبلغ آخر مداك: التراب. كل ما عدا التراب أكذوبة وراء أكذوبة. أحاول تعيين ذلك في كلمات مدونة، ولكن حالما تحيط به قضبان الكلمات ، يتضاعف الغمام فيه ، وما كان دفقاً من دم يصبح نفثات سوداء تقول لي في النهاية: أنت واهم. لو كنت مجابَهاً بمجرد خيبة، لتغلبت عليها. من الحقارة أن أنهي حياتي لمجرد خيبة. في الدم ما هو أعمق ، وأشد جوراً ودفعاً. هذه هي الأزمة الحقة. وهكذا أقتلعها
-
جبرا إبراهيم جبرا
No comments:
Post a Comment