الأمم كانت قد تعلمت من قديم الزمان أن الجمال الذي يراه بعض الدهاة قريناً حميماً للحقيقة، يراه فريق آخر عدوّاً لدوداً للحقيقة، في حين حاول فريق ثالث التوفيق بين الفريقين فقال أن الجمال للحقيقة قرين وعدو في آنٍ معاً، لأنهما في الأصل وجهان لعملة واحدة يمكن التعبير عن سرّها بالقول أن الجمال ما هو إلا تلك الحقيقة التي استظهرت، والحقيقة ما هي إلا ذلك الجمال الذي استتر. ولهذا كثيراً ما يعمي الجمال مريدي الحقيقة عندما يستظهر فيتخلّون عن الحقيقة الخافية، ويركضون وراء ظلها الذي تبدّى. ولا يكتشفون أنهم إنما ضحّوا بالأصل في سبيل الظل إلا بعد فوات الأوان
إبراهيم الكوني
No comments:
Post a Comment